موقف الصحابة رضي الله عنهم من معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (مقال).

نوع المادة:
مقالة
الناشر:
موقع الدرر السنية ،
الوصف:
12 ص،
ملخص:
لعلَّ الصحابيَّ مُعاويةَ بنَ أبي سُفيانَ رضيَ اللهُ عنه يُعَدُّ من أكثَرِ الشخصياتِ الإسلاميةِ التي دارَ حولَها الجدَلُ في التاريخِ.
فقد اختلفَتِ فيه المواقفُ، وقامتْ حول تقييمِ شَخصيتِه معاركُ فِكريَّةٌ طاحِنةٌ، وزاغَ فيه طَرَفانِ: طرَفٌ غَلا في حُبِّه والانتصارِ له، وطرَفٌ غلا في بُغضِه وكُرهِه والتحذيرِ منه، بل وصَلَ إلى الحُكمِ عليه بالكُفرِ والنِّفاقِ!! وهذان الطرفانِ وُجِدا منذُ زَمنٍ مُبكِّرٍ في التاريخِ الإسلاميِّ، وتوسعَتْ مَوجةُ التزييفِ المُتعلِّقةِ بمعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ رضيَ اللهُ عنه، فشمِلَتْ كُتُبَ التاريخِ والآثارِ والقِصصِ والأدبِ، فالقارئُ لهذه الكتُبِ يجِدُ أمامَه كَمًّا هائلًا من الأخبارِ المنقولةِ عن معاويةَ؛ إمَّا مدحًا فيه وإطراءً من قِبَل الغالين في حُبِّه، وإمَّا ذمًّا فيه وتقبيحًا له من قِبَل الغالين في بُغضِه ، وفي مِثلِ هذه الحالِ يتحتَّمُ على الباحثِ الصادقِ مع نفسِه ومع فِكرِه أنْ يتَّصفَ بقدرٍ كبيرٍ من الهدوءِ النفسيِّ، وأن يلتزِمَ بتَرسانةٍ صُلْبةٍ من الأصولِ العقليَّةِ والمنهجيَّةِ؛ حتى لا يقَعَ في التناقُضِ أو الانتقاءِ أو الاختزالِ، وكلُّ هذه الأمورِ مخالفٌ للمنهجيَّةِ العِلميَّةِ الصحيحةِ.
ومن أهمِّ ما يجِبُ على الباحثِ الالتزامُ به هو أنْ يدخُلَ إلى البحثِ بنفسيَّةِ "الاحتياطِ الشديدِ"، التي تجعَلُه لا يقبَلُ أيَّةَ فِكرةٍ إلا بعد التأكُّدِ من صِحَّتِها في ذاتِها، والتيقُّنِ من فَهمِه لمَدلولِها السياقيِّ والتاريخيِّ؛ حتى يتمكَّنَ من الخُروجِ برؤيةٍ واضحةٍ ومُتوافقةٍ مع حالِ الشخصِ المختلَفِ فيه.
ولا يصِحُّ عقلًا ولا منهجًا أنْ يتساهلَ الباحثُ في اتخاذِ الموقِفِ من غيرِ أنْ يحقِّقَ الاحتياطَ ويتأكَّدَ من كلِّ بياناتِه.
وهذا الحكمُ ليس خاصًّا بمعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ، بل هو قاعدةٌ ومبدأٌ عِلميٌّ يُطبَّقُ على كلِّ إنسانٍ ولو كانَ من غيرِ المسلمين؛ فإنَّه لا يصِحُّ في العقلِ ولا في المنهجِ العلميِّ الصُّلْبِ أنْ يتَّخِذَ الباحثُ موقِفًا من أرسطو مَثلًا -وهو مِن الشخصياتِ التي دارَ حولَها جدَلٌ كثيرٌ -، ولا من مارتن لوثر -وهو أيضًا ممَّن احتدمَتِ المواقفُ حولَه- إلَّا بعد أن يحتاطَ في بَحثِه، ويتأكَّدَ من صحَّةِ الخبرِ الذي اعتمَدَ عليه، ومن صحَّةِ فَهمِه لكلِّ البياناتِ المنقولةِ، حتى يتمكَّنَ من بِناءِ الموقِفِ العادلِ ، ومع كَونِ هذه القاعدةِ عامَّةً في كلِّ الناسِ، إلَّا أنَّ أهميَّتَها تزدادُ، ويَقْوى وجوبُ الأخذِ بها إذا تعلَّقَ الأمرُ بالصحابةِ -رضيَ اللهُ عنهم-؛ لِمَا لهم من الشَّرَفِ والمكانةِ واللُّقْيا بالنبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- والعيْشِ معه، فهناك نصوصٌ وأدلَّةٌ عقليةٌ وحاليَّةٌ وتاريخيَّةٌ تدُلُّ على أنَّ الأصلَ فيهم العدالةُ والصدقُ والأمانةُ وقُوةُ اليقينِ .
الموضوع:
شبهات حول أعيان الصحابة
| شبهات حول معاوية بن أبي سفيان
| معاوية بن أبي سفيان
| شبهات حول معاوية بن أبي سفيان
موقف الصحابة من معاوية بن أبي سفيان
موقف الصحابة من معاوية بن أبي سفيان
;
?>