نظر المحدث عند نقد الحديث ( بحث)

نوع المادة:
بحث
الناشر:
د. ن.،
الوصف:
55 ص. ؛
ملخص:
الحمد لله المستحق الحمد لآلائه، المتوحد بعزه وكبريائه، والصلاة والسلام على محمد خاتم رسله من أنبيائه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا .
أما بعد ،،،
فإن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا ،وجعل هذه الرسالة قائمة على أصلين عظيمين بهما قوام الدين، وصلب الإسلام، كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
والسنة في أهميتها وحاجة الناس إليها لا تعدو أهمية من القرآن، وإن كانت ليست مثله في التعبد والتلاوة، إلا أنها تبين القرآن فتفصل مجمله، وتبين مبهمة، بل وتزيد عليه أحكاما شرعية كثيرة .
والسنة حظيت بالعناية والاهتمام من العصور الأولى، في التدوين والتدقيق والحفظ ، إلا أنها في سالف الأمر زاد الاهتمام بها تدويناً وحفظاً وضبطا وتنوعا .
لذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يحتاطون في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشددون في ضبطه، حتى إن عمر رضي الله عنه يمنع من التحديث بالحديث إذا لم يكن مشتهراً ومعروفا عند الصحابة كما في حديث أبي سعيد في استئذان أبي موسى الأشعري على عمر رضي الله عنه .
وأخبارهم في ذلك مشهورة معروفة. وما ذلك منهم إلا حفظاً لجناب الشريعة ، وصوناً لها من الدخيل أو الوهم والغلط. فهم يريدون أن تروى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما قالها، لا ينقصون ولا يزيدون فيها حرفاً، وقد كانت عائشة رضي الله عنها تختبر ضبط الصحابة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤالهم عنه وطلب ضبطه، كما طلبت من عبد الله بن عمرو بن العاص .
كما قد تورع بعضهم من التحديث لعدم أمنهم من التغيير في الحديث عند ذكره، وممن نقل عنه ذلك عمرو بن العاص ولما سئل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار) فقيل له إنما قال (من كذب علي متعمداً) بمعنى: أنه يجوز لك روايته والتوسع فيه إذا لم تتعمد الخطا ، فقال: لا، هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن ذلك كله نشأ في عصر الصحابة ما يعرف عندنا بنقد المتون، فقد كثر ذلك عندهم رضي الله عنهم لحاجتهم إليه لأن صحة السند مفروغ منها، حيث إن جميع الرواة الذين يروون الحديث في وقتهم عدول ثقات ، لا شك في ذلك أحد.
ولعل أكثر من اشتهر عنه ذلك من الصحابة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فإن الأخبار التي ردتها لنكارة متونها كثير، لا تكاد تخفي على أحد ، حتى إن الحافظ الزركشي جمع في ذلك كتاباً حافلاً أودعه عشرات الأمثلة، وسماه (الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة)، اختصره السيوطي فيما بعد وزاد عليه .
وممن نقل عنه نقد المتون أيضاً عمر وابنه وابن عباس وعلي رضي الله عنهم. انظر كتاب مقاييس نقد متون السنة للدميني
الموضوع:
نقد الحديث
| شبهات حول الإسناد
| الحديث
| الحديث
شبهات حول الاسناد والمتن | شبهات حول رواة الحديث | الإسناد | المتن
شبهات حول الاسناد والمتن | شبهات حول رواة الحديث | الإسناد | المتن